محمود حسين لاشين


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محمود حسين لاشين
محمود حسين لاشين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اخطائنا في رمضان

اذهب الى الأسفل

اخطائنا في رمضان Empty اخطائنا في رمضان

مُساهمة  mahmoud الجمعة أغسطس 13, 2010 5:33 pm

إنَّ الحمدَ لله، نحمَده ونستعينُه ونستغْفِره، ونعوذ بالله من شرور أنفُسِنا ومن سيِّئات أعمالِنا، من يهْدِه الله فلا مضلَّ له ومَن يُضْلل فلا هاديَ له. وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شَريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

أَمَّا بَعْدُ:
فإنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّه، وخَيْرَ الهَدْي هدْي مُحَمَّدٍ، وشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ.

عبادَ الله:
كما نتعلَّم الصحيح من الأقوال والأعمال لنعمل به، فكذلك نتعلم الخطأ حتَّى لا نقع فيه. وقد قيل:
عَرَفْتُ الشَّرَّ لا للشَّرْ
رِ لَكِنْ لِتَوَقِّيهِ
وَمَنْ لا يَعْرِفِ الخَيْرَ
مِنَ الشَّرِّ يَقَعْ فِيهِ

فأذكُر في مقامي هذا أهمَّ أخطائنا التي تقَع منَّا في رمضان؛ رجاء اجتنابها.

فمن ذلك: البعضُ تستأذِنُه امرأتُه للذَّهاب للمسجِد، فيمْنعها من غير سبب، وقد نهى النَّبيُّ عن ذلك، فعن عبدالله بن عمر قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا تَمنعوا نساءَكم المساجِد إذا استأذنَّكم إليها))، قال [سالم بن عبدالله]: فقال بِلال بن عبدالله: والله لنمنعُهنَّ، قال [سالم بن عبدالله]: فأقبل عليه عبدالله فسبَّه سبًّا سيِّئًا ما سمعتُه سبَّه مثلَه قطُّ، وقال: أُخبِرك عن رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وتقول: والله لنمنعهنَّ! رواه البخاري (873) ومسلم (442) واللَّفظ له.

لكن لو منَعها لسببٍ جاز، كأن يكونَ في خروجِها مفسدة عليها أو على مَن في بيتها.

البعض في بعض مساجدِنا ينصرِف همُّه لمطاردة الصِّغار، ومُحاولة منْع دخول الصِّغار المسجِد، سواءٌ كانوا صغارًا مع أمَّهاتِهم أو مع آبائِهم، أو مميِّزين يأتون بأنفسهم للمسجد، وهذا خلاف هدْي النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فلا يصحُّ حديث النَّهي عن دخول الصبيان في المساجد، فما يروى عن واثلة بن الأسْقع أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((جنِّبوا مساجدَكم صبيانَكم ومَجانينَكم))؛ رواه ابنُ ماجه (750) بإسناد ضعيف جدًّا.

وفي الصَّحيحين وغيرِهما دخول الصِّغار المساجد سواءٌ كانوا مميِّزين أو غير مميِّزين؛ فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((إنِّي لأدخُل في الصَّلاة فأُريد إطالتَها، فأسمع بكاءَ الصَّبيِّ فأتجوَّز ممَّا أعلم من شدَّة وجْدِ أمِّه من بكائه))؛ رواه البخاري (710) ومسلم (470).

فهذا طفلٌ صغيرٌ أحضرتْه أمُّه للمسجد، وجعَل يبكي أثْناء الصَّلاة، ولَم ينقل عن النبي أنَّه أنكر على أمِّه، أو نهاها عن إحضاره، بل خفَّف صلاته شفقةً عليْها، وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالتْ عن يوم عاشوراء: "كنَّا نصومُه ونصوِّم صبيانَنا الصِّغار منهم - إن شاء الله - ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللُّعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدُهم على الطَّعام أعطيْناها إيَّاه عند الإفطار"؛ رواه البخاري (1960) ومسلم (1136) واللفظ له.

فالنساء في عهد النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يحضِرنَ أطفالهنَّ الصِّغار للمسجد في رمضان، ويبْكون في المسجد ولَم ينكر النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عليهنَّ.

بل النبي أدخل الصغار المسجد، من ذلك ما رواه أبو قتادة الأنصاري قال: رأيت النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يؤمُّ النَّاس وأمامة بنت أبي العاص، وهي ابنةُ زينب - رضي الله عنْها - بنتِ النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السُّجود أعادها"؛ رواه البخاري (516) ومسلم (543) واللفظ له.

وفي رواية لمسلم: "بيْنا نحن في المسجد جلوسٌ خرج عليْنا رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فذكر نحوه.

فلا يتحرَّز من أمر لم يتحرَّز منه النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

إخوتي، من خلال ما تقدَّم يُعْلَم جواز إدْخال الصِّبيان المساجد، فينبغي أن يُصْرف الهمُّ في توْجِيه المميِّز من الصغار بعبارة حسنة، ويتلطَّف معه بالقول بأن يصلِّي الصَّلاة مع المصلين، ولا يزعِج المصلين، وعلى وليِّه متابعته، أمَّا السَّعي في إخراجهم خارج المسجد في الشَّارع، فمفسدتُه أعظم من مفسدة التَّشويش على المصلِّين.

أمَّا غير المميِّز فيُناقش مَن هو معَه في أيِّهما أفضل: في حضوره أو عدم حضوره، فالإزْعاج العارض من الصِّغار ليس مسوغًا لِمَنْعهِم من حضور المسجد أو إخراجهم إذا حضروا.

أكثرُ النَّاس يجعلون شهر رمضان وقتًا لإخْراج الزَّكاة، ولا شكَّ أنَّ رمضان شهر فاضل، وكان يجود فيه النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بل كان أجودَ بالخير من الرِّيح المرسَلة؛ كما في حديث ابن عبَّاس الذي رواه البخاري (6) ومسلم (2308).

وقد روي حديثٌ في فضل الصَّدقة في رمضان لكنَّه لا يصح؛ فروى الترمذي بإسناده عن صدقة بن موسى عن ثابتٍ عن أنس قال: سُئِل النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: أيُّ الصَّوم أفضل بعد رمضان؟ فقال: ((شعبان لتعظيم رمضان))، قيل: فأيُّ الصدَقة أفضل؟ قال: ((صدقة في رمضان))؛ رواه الترمذي (663)، وأشار إلى ضعفِه بقوله: حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.

والأفضلُ: إخراج الزَّكاة وقت الحاجة: قبل رمضان، وقبل دخول الشتاء والصيف، وقبل بدْء الدراسة، وفي الإجازات، فالحاجة في هذه الأوقات أشدُّ، وقد امتدح الله الإحسانَ وقت الحاجة في قوله تعالى: ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 14].

البعض يأكُل أو يشرَب بعد دخول الوقْت، ومِن ثمَّ يبدأ بالسُّؤال بعد ذلك: هل صيامي صحيحٌ أم لا؟ فلنُمْسك حين طلوع الفجْر، ودَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبك.

والواجب على المؤذِّنين أن يستشْعِروا الأمانة الملْقَاة عليْهِم، فهم مؤتَمنون على عبادات المسْلمين من صلاةٍ وصيامٍ، وأن يؤذِّنوا في الوقْت في رمضان وفي غيره، فالبعض منهم عندَه تفريط فربَّما استيْقظ متأخِّرًا وأذَّن بعد طلوع الفجْر بمدَّة، فأغْرى الصَّائمين بالأكْل أو الشُّرْب، فمَن استيْقظ بعد الفجْر لا يؤذِّن عبر مكبِّر الصَّوت، وهناك طائفة تتقدَّم بالأذان قبل الوقْت بحجَّة الاحتِياط للنَّاس، وهذا خطأٌ؛ فلا يُمنع النَّاس من تناوُل المفطرات في وقت أباح الله لهم تناوُلَها بحجَّة الاحتياط، وربَّما تسبَّب المؤذِّن الَّذي يؤذِّن قبل دخول الوقْت، في الصَّلاة قبل دخول الوقْت ممَّن لا تجِب عليْهم الجماعة من النِّساء وأهل الأعذار، ومَن أذَّن قبل الوقت وجبَ عليْه أن ينبِّه بمكبِّر الصَّوت أنَّه أخطأ.

بعض الأئمَّة في صلاة التَّراويح والقيام يُطيل القيام، فيُطيل القراءة ويخفِّف الرُّكوع والقيام الَّذي يَلي الرُّكوع ويخفِّف السُّجود والجلسة بين السَّجدتَين، وهذا خلاف السنَّة؛ فقد كانت صلاة النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - متناسبة، فإذا أطال القيام أطال بقيَّة الأركان، وإذا خفَّف القيام خفَّف بقيَّة الأرْكان، فتنبَّهْ لهذه السنَّة يا مَن شرَّفك الله بأن جعَلَك للمتَّقين إمامًا.

الخطبة الثانية
البعض حينما يُدْعَى لأكلة السَّحَر أو الفطور يعتذِر بأنَّه شبْعان وليس بحاجة للأكل أو الشرب، وتعْجيل الفِطْر وتأخير السُّحور عبادة وقُرْبة، فليْس المقْصد هو الشِّبَع فقط، فلنحْرِص على المبادرة بالفطور وتأخير السُّحور ولو أن نأكل شيئًا يسيرًا في هذا الوقت تعبُّدًا لله.

البعضُ يخصُّ القيام بليلة السَّابع والعشرين من رمضان، ويترُك الصَّلاة أو يتكاسل فيما عدا هذه اللَّيلة بحُجَّة أنَّ ليلة القدْر ليلة السَّابع والعشرين، ومَن يفعلْ ذلك يَحرِم نفسَه خيرًا كثيرًا؛ فربَّما لم يُدْرِك ليلة القدْر.

فأصحُّ الأقوال أنَّ ليلة القدْر في العشر الأواخِر من رمضان، وأنَّها تتنقَّل فليستْ في ليلةٍ بعيْنِها؛ فقد تكون في ليلة سبْع وعشرين، وقد تكون في غيرِها، فاحرِصْ - أخي - على الصَّلاة في العشْر الأواخر من رمضان لتفوز بقيام ليلة القدْر.

البعض يَجتهد في أوَّل رمضان في أداء الواجبات، كالمحافظة على صلاة الجماعة، ويَحرص على نوافل العبادات من صلاة وقراءة، ثمَّ في أثناء الشَّهر يفتُر عن نوافل العِبادات، وربَّما قصَّر في الواجبات، ولنعلمْ أنَّ أحبَّ الأعْمال إلى الله أدْوَمُها وإن قلَّ، فلنحرِصْ على عملٍ نَستطيع المداومة عليْه؛ فقد كان عمل النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ديمة، والعبادة وقتُها العمر كلُّه؛ ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

البعض يرفع صوتَه بالقراءة فيشوِّش على غيرِه من المصلِّين والتَّالين، وقد نَهى النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عن ذلك؛ فعن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبَّة له فكشف الستور وقال: ((ألا كلُّكم مناجٍ ربَّه فلا يؤذيَنَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفعَنَّ بعضُكم على بعضٍ في القِراءة، أو قال: في الصلاة))؛ رواه أحمد (11486) وغيره بإسناد صحيح.

فارفع صوتَك - أخي - بالقدْر الَّذي لا يتأذَّى به غيرُك، ويستحبُّ رفْع الصَّوت إذا كان هناك مَن يستمع للقراءة من غير تأذِّي الآخرين.

البعضُ تفوتُهم صلاة العشاء، ويدخُلون والنَّاس يصلُّون التَّراويح، فربَّما أقاموا صلاة العشاء خلْف المصلِّين، فخلطوا عليْهم صلاتَهم، فمَن أدرك الإمام يصلِّي التَّراويح وقد فاتتْه صلاة العشاء، يدخُل مع الإمام في صلاتِه وينوي بها العشاء، فإذا سلَّم الإمام قضى ما بقِي من صلاته؛ فالصَّحيح جواز ائتِمام المفترض بالمتنفِّل لقصَّة معاذٍ، حيثُ كان يصلِّي مع النَّبيِّ العشاء ثمَّ يأْتي يؤمُّ قومَه بصلاة العشاء، فصلاته في قومِه نفل؛ لأنَّه صلَّى الفرْض مع النبي،، والله أعلم.

ومِن أخطاء البعض أنه ينام عن الصَّلاة فتفوته الجماعة، بل ربَّما خرج وقت صلاةٍ أو صلاتين وهو نائم بغير عذْر، ألا يعلم هذا أنَّ الصَّلاة أهمُّ من الصِّيام، فتفريطه في الصلاة حتَّى يُخرجها عن وقتها بغير عذر أعظم إثمًا من فطْرِه في رمضان، وقد مرَّ بنا في خطبة ماضية أنَّ المحقِّقين من أهل العلم من المتقدِّمين والمتأخِّرين يروْن أنَّ مَن أخَّر الصَّلاة من غير عذْرٍ حتَّى خرج وقتُها لا يقضيها، وأنَّه لو قضاها لم تبرَأْ ذمَّته بذلك، فالتَّوبةَ التوبة - أخي - فالأمرُ جدُّ خطير.

البعض يحرِص على قراءة القرآن في نهار رمضان، وهذا حسنٌ ونعْم العمَل؛ فشهْر رمَضان شهر القُرآن، لكِنْ لا يخصُّ النَّهار بالقِراءة دون اللَّيل، فمِن السنَّة القِراءة ليلاً؛ فقد كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يعرض القرآن على جبريل كلَّ ليلة من ليالي رمضان فيُدارسه القرآن.
mahmoud
mahmoud
Admin

عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 38
الموقع : www.mahmoudxxx.yoo7.com

https://mahmoudxxx.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى