محمود حسين لاشين


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محمود حسين لاشين
محمود حسين لاشين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يوم الفرار

اذهب الى الأسفل

يوم الفرار Empty يوم الفرار

مُساهمة  mahmoud الجمعة مايو 25, 2012 2:05 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
يوم الفرار
انه اليوم الطويل انه يوم مقداره خمسين ألف سنه انه يوم الطامه يوم الصاخه انه يوم الحاقه ويوم القارعه انه يوم الفرار
{ فإذا جاءت الصاخة } [عبس/33] { يوم يفر المرء من أخيه } [عبس/34] { وأمه وأبيه } [عبس/1] { وصاحبته وبنيه } [عبس/35] { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } [عبس/36] يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
يوم الفرار
والناس على هذه الحال والموقف الشديد والكرب العظيم ويطول الانتظار والكل ينتظر الحساب والوقف بين يدي الملك الديان مابال قلبك ياعبد الله
يوم القيامة لوعلمت بهوله لفررت من أهلا ومن أوطاني
يوم عظيم مستطير شره في الخلق منتشرا عظيم الشاني
يوم تشققت السماء لهوله وتشيب فيه مفارق الولداني
يوم القيامه
فمن الناس في ذلك اليوم من يحشر على وجهه فيسعون إلى محشرهم في سكون وخشوع لا تسمع منهم إلى صوت الأقدام والهمسات ثم يقبض الجبار السموات بيمينه والأراضين بيده الآخرى ثم يقول أنا الملك أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } [الأنعام/91]
يوم القيامه
ثم تزداد الأهوال وتزداد الكرب فتدنوا الشمس من رؤؤس العباد فيغرقون في عرقهم ويكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما
مابال قلبك ياعبد الله
لاإله إلا الله كيف يكون الحال إذا شهدت العينان وقالت أنا إلى الحرام نظرت
لاإله إلا الله إذا شهدت الأذنان وقالت أنا إلى الحرام إستمعت
لاإله إلا الله إذا شهدت اليدان وقالت أنا للحرام أخذت وبطشت
لاإله إلا الله إذا شهدت الرجلان وقالت أنا للحرام مشيت
لقد أنذر الله أخيه وحذر لقد أنذر الله أخيه وحذر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوم الفرار
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلي آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلي من إستن بسنته وأهتدي بهديه إلى يوم الدين { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [آل عمران/102] { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } [النساء/1]
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } [النساء/9] { يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } [الأحزاب/71] أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرالأمور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار أيتها المؤمنه أيتها التقية النقيه موضوع لقاء هذه الليله هو اليوم الآخر الذي لا يوم بعده ولا يوم مثله إن الإيمان بالله واليوم الآخر ركن من أركان الإيمان وعقيدة من عقائد الإسلام الأساسية فضية الإيمان باليوم الآخر هي التي يقوم عليها بناء العقيدة بعد قضية التوحيد واليوم الآخر وما فيه من الأمور الغيبيه التى لا يدركها العقل ولا سبيل لمعرفتها إلا بالنص القرآني والسنة النبوية وفي كتاب الله أخية من ذكر اليوم الآخر وما فيه من الأهوال الشئ الكثير فما تكاد تخلو صفحه من صفحات الكتاب الحكيم من سورة من صور ذلك اليوم أو موقفاً من مواقف ذلك اليوم العصيب فهو الذي لا يوم مثله ولا يوم قبله ولا بعده إنه اليوم العقيم قال سبحانه : { ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم } [الحج/55]
ولأهمية هذا اليوم العظيم نجد أن الله تعالى كثيراً مايربط الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر قال سبحانه : { ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر}..الآيه [البقرة/177]
{ وذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر } [البقرة/232]
أخيه لماذا هذا الموضوع ولماذا الكلام عن اليوم الآخر أقول لأسباباً عدة أولها: الغفلة التى قد استحكمت على حياة كثير من الناس وأصبحوا لا يبالون أم من حلال أومن حرام يأكلون قال سبحانه : { اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون } [الأنبياء/1] ثانياً : الإنشغال بالدنيا وعمارتها أكثر من الإستعداد باليوم الآخر قال سبحانه : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون } [البقرة/281] ثالثاً: وهو الأهم أن الإيمان بالله واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب هو الموجه الحقيقي والضابط الحقيقي لسلوك الإنسان فهناك فرق بين سلوك من تؤمن بالله واليوم الآخر ومن لا تؤمن بالله واليوم الآخر فإن من تعلم أن الدنيا مزرعة الآخرة وأن الأعمال الصالحة هي زاد الآخرة لم تنشغل بعمارة الدنيا عن الآخرة كما قال سبحانه : {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } [البقرة/197]
قال صلى الله عليه وسلم Sad من جعل الهموم هماً واحداً -يعني هم الآخرة- كفاه الله هم الدنيا وهم الآخرة ) فهناك فرق بين سلوك من تؤمن بالله واليوم الآخر وسلوك ضعيفة الإيمان قال صاحب الظلال : فالمصدق بيوم الدين يعمل وهو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا إنتهى كلامه رحمه الله
فترى بالمؤمنه بالله واليوم الآخر نظرت مختلفه للحياة تري فيها إستقامت على الدين تري فيها سعت تصور وقوة إيمان تري فيها ثباتٌ في الشدائد وصبر علي المصائب فهي تعلم أن ما عند الله خيرا وأبقي أما التى لا تؤمن بالله واليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء فهي تحاول جاهده أن تحقق ماأربها في هذه الحياة لاهثتاً وراء متعها حريصه على جمعها الدنيا أكبر همها ومبلغ علمها تقيس الأمور بمنافعها الخاصة لا تلتفت إلى بنيات جنسها إلا في حدود ما يحقق لها المصلحه فتبا لها ولامثاله دلائل اليوم الآخر
أنكروا قضية البعث والنشور قال الله عنهم : { وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين } [الأنعام/29] قال سبحانه عنهم : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير } [التغابن/7] لهذا أيتها المؤمنه ركز القرآن على قضية الإيمان بالله واليوم الآخر وإثبات البعث والنشور والجزاء زجاءت أدلة كثيرة على ذلك منها : النشأة الأولى قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ }الحج5
فمن قدر على خلق الإنسان في أطوار متعدده فإنه لا يعجز عن إعادته مرة أخري بل الإعادة أهون عليه من البدء جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عظمه باليه أكل الزمان عليها وشرب فوضعها بين كفيه ثم قدها ثم نفخها في الهواء وقال يامحمد ربك يحي هذه بعد أن جعلتها هباء منثورا قال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه نعم ويدخلك النار قال سبحانه عنه وعن أمثاله : { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } [الحجر/27]
{ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم } [يس/78] { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } [يس/79]
سبحانه جلت قدرته وعلا سلطانه من الأدلة أيضا المشاهد الكونيه المحسوسه الداله على إمكان البعث قال سبحانه : { وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور }الحج 5-6-7
فإحياء الأرض الميته بالمطر وظهور النبات فيها دليل علي قدرت الخالق جل وعلا قدرته الباهره على إحياء الموتي وقيام الساعه
ومن الأدلة أيضاً أخيه قدرت الله المتجليه في خلق الأعظم قال سبحانه : { أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } [الأنعام/73] { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } [الأنعام/159] فخالق السموات والأرض علي عظمهما قادر علي خلق الإنسان الصغير كما قال تبارك وتعالى : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [غافر/57] من الأدلة أيضا أخيه الحكمة الالهية فالحكيم لا يترك الناس سدي ولا يخلقهم عبثا لا يؤمرون ولا ينهون ولا يسجرون قال سبحانه : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } [المؤمنون/115] { فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم } [الأعراف/190] و قال سبحانه : { أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } [القيامة/] بلا قادر
فلو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحت كل حي
ولكن إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شئ
كل شئ هالك إلا وجهه { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } في حديث أبي هريرة في حديث الصور قال: ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله فإذا إجتمعوا أمواتاً جاء ملك الموت إلى الجبار فقال : قد مات أهل السماء والأرض إلا من شئت فيقول سبحانه وهو أعلم بمن بقي فيقول ياربي بقيت أنت الحي الذي لاتموت وبقي حملة العرش وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل وبقيت أنا فيقول الله عز وجل ليمت جبريل وميكائيل فينطق الله عز وجل العرش فيقول أي ربي يموت جبريل وميكائيل فيقول سبحانه أسكت إني كتبت الموت على من كل تحت عرشي فيموتان قال ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار جل جلاله فيقول ياربي قد مات جبريل وميكائيل فيقول سبحانه وهو أعلم بمن بقي فيقول ياربي بقيت أنت الحي الذي لاتموت وبقي حملة العرش وبقيت أنا فيقول ليمت حملة العرش فيموتون فا يأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل ثم يقول سبحانه ليمت إسرافيل فيموت ثم يأتي ملك الموت فيقول ياربي قد مات حملة عرشك فيقول وهو أعلم بمن بقي فيقول بقيت أنت الحي الذي لاتموت وبقيت أنا فيقول الله أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبقي إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يتخذ صاحبتا ولا ولد ولم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فكان كما كان أولا طوي السماء كطئ السجل للكتب ثم قال أنا الجبار أنا الجبار لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول جل ثنائه وتقدسة أسمائه لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فينادي لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد فيقول سبحانه لله الواحد القهار بنفخة واحده يصعق من في السموات ومن في الأرض ويفني كل شئ إلا وجهه إنها أهوال أخيه أهوال وشدائد في ذلك اليوم الذي جاء ذكره في كتاب الله عز وجل لكل صغيرة وبكل كبيرة فيه إنه { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } [الأنبياء/104] إنه يوم يقول الله عنه ((إنه يوم يقول الله عنه وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{10} الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ{11} وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ{12} إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{13})) إنه يوم { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } [الأنعام/91] قال الله عن أهواله ((إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ{1} وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ{2} وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ{3} وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ{4} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)) ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ{1} وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ{2} وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ{3} وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ{4} وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ{5} وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ{6} وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ{7} وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9} وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ{10} وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ{11} وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ{12} وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ{13} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ{14})) أهوال وكرب وشدائد ثم نفخة ثانيه فإذا هم قياما ينظرون يخرجون من القبور ينفضون من على روؤسهم التراب { يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون } { يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا } [طه/108] وقال سبحانه : { وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما } [الكهف/29] { ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما } [النساء/110] فيسعون إلى محشرهم في سكون وخشوع لا تسمع منهم إلا صوت الأقدام والهمسات ثم يقبض الجبار السموات بيمينه والأراضين بيده الآخرى فيقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } [الأنعام/91] عن عبيد الله ابن مقسم أنه نظر إلى عبدالله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم قال: ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول أنا الله ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول أنا الملك ويقول عبدالله ابن عمر حتى نظرت إلى الممبر يتحرك من أسفل شئ منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم )) رواه مسلم أما أرض المحشر أخيه فأرضاً غير هذه الأرض أما سماؤها فسماء غير هذه السماء { يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار } [البقرة/108]
{ وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد } [المائدة/62] { سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار } [إبراهيم/50] { ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب } [إبراهيم/51] عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء مائلة إلى الحمرة كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد )) رواه مسلم قرصة النقي: يعني كقرص الدقيق
أما حال الناس أخيه فحفات عراة عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( يحشر الناس يوم القيامة حفات عراة غرلا "يعني غير مختونين"قلت يارسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعضا فقال صلى الله عليه وسلم ياعائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض )) فالأمر شديد أخيه األأمر أشد مما تتصورين فمن الناس في ذلك اليوم من يحشر على وجهه كما قال سبحانه : { نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا } عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يارسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامه قال صلى الله عليه وسلم أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر علي أن يمشيه على وجهه يوم القيامه قال قتادة : بلا وعزة ربنا )) متفق عليه
ثم تزداد الأهوال وتزداد الكرب فتدنوا الشمس من روؤس العباد فيغرقون في عرقهم عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((تدنوا الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم ابن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما ))
أمة الله تفكري وتدبري في الموقف وشدته تفكري في ذل الخلق وإنكساره في ذلك اليوم الطويل الأبصار خاشعة والقلوب وجله وأنا وأنت والجميع في إنتظار كيف تكون النهاية وكيف يكون المصير تخيلي وتمثلي
مثل لقلبك أيها المغرور يوم القيامة والسماء تمور
قد كورت شمس النهاروإضعفت حرا على روؤس العباد تفور
وإذا الجبال تقلعت بإصولها فرأيتها مثل السحاب تسير
وإذا النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور
وإذا العشار تعطلت عن أهلها خلت الديار فمابها معموروا
وإذا الوحوش لدي القيامة أحضرت وتقول للأملاك أين نسير
فيقال سيروا تشهدون فضائحا وعجائبا قد أحضرت وأموروا
وإذا الجنين بإمه متعلقا خوف الحساب وقلبه معذوروا
هذا بلا ذنب يخاف لهوله كيف المقيم على الذنوب دهور
ثم تزداد الشدائد وتزداد الأهوال فيؤتا بجهنم يسمع لها تغيضا وزفيرا قال سبحانه Sad( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً{21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً{22} وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى{23} يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي{24} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ{25} وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ{26} يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30} )) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )) رواه مسلم
قال سبحانه : { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } { وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا } { لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا }إنه اليوم الطويل إنه يوم مقداره خمسين ألف سنة إنه يوم الطامة ويوم الصاخة إنه يوم الحاقة ويوم القارعة إنه يوم الفرار { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } والناس على هذه الحال والموقف شديد والكرب العظيم ويطول الأنتظار والكل ينتظر الحساب والوقوف بين يدي الملك الديان ثم يأتي الفرج بعد شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة في مسلم ((كنا في زعرت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقدمت إليه الذراع وكان يحبها فنهش منها نهشة ثم قال أنا سيد ولد آدم يوم القيامة أتدرون لما ذلك ؟يجمع الله الأولين والأخرين في صعيد واحد فلا يغادر منهم أحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي فتدنوا الشمس من روؤس العباد فيغرق الناس في عرقهم كلا على حسب عمله فتزداد بهم الأهوال والشدائد فينظر بعضهم إلى بعض ويقولون ألا ترون مانحن فيه أتدرون ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا ترون من يشفع لنا عند ربنا فيقول بعضهم إلى بعض أبوكم آدم فيأتون آدم فيقولون أنت أبوالبشر خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأمر الملائكة أن تسجد لك سجود تشريف لا سجود عبادة ألا ترى مانحن فيه ألا ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب مثله بعده وإنه نهاني عن تلكم الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي إذهبوا إلى نوح فيذهبون إلى نوح فيقولون أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك لله عبدا شكورا أما ترى مانحن فيه أما ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب مثله بعده وإنه كانت لي دعوه دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي إذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون ياإبراهيم أنت نبي الله وخليله ألا ترى مانحن فيه ألا ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني كذبت ثلاث كذبات كذبها في ذات الله تبارك وتعالى ثم يقول نفسي نفسي نفسي إذهبوا إلى موسى فيذهبون إلى موسى فيقولون ياموسى أنت نبي الله وكليمه ألا ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قتلت نفسا لم أمر بقتلها نفسي نفسي نفسي إذهبوا إلى عيسى فيايأتون إلى عيسى فيقولون أنت نبي الله وكلمته ألقاها على مريم وروح منه ألا ترى مانحن فيه ألا ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولا يذكر ذنبا ثم يقول نفسي نفسي نفسي إذهبوا إلى محمد -تخيلي أمة الله هذا حال الأنبياء هذا حال أولوا العزم من الرسل يسألون الله السلام فكيف سيكون حالي وحالك -سيأتون محمد وفي رواية يأتوني فيقولون يامحمد أنت نبي الله وخاتم المرسلين غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر أما ترى مانحن فيه أما ترى ماقد بلغنا من الهم والغم والكرب ألا تشفع لنا عند ربنا فيقول الحبيب أنا لها أنا لها فينطلق إلى العرش ويخر أمام العرش ساجدا فيفتح الله عليه من المحامد والثناء عليه ما لم يفتحه على أحد من قبل ثم يقال يامحمد أرفع رأسك وسل تعطي وشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي أمتي - الحبيب لم ينسانا على شدة الموقف على شدة الأهوال نادي باأعلى الصوت أمتي أمتي أمتي فاأين أمته من سنته سيرته ونصرته ونصرة دعوته - { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } فيقال يامحمد أرفع رأسك وسل تعطي وشفع تشفع فأقول يارب أمتي أمتي أمتي فأقول يارب أمتي أمتي أمتي فيقال أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من الجنة وهم شركاء للناس في سائر الأبواب يقول بأبي هو وأمي والذي نفسي بيده إن مابين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر وليأتين عليها يوم وهي كظيظ من الزحام أخيه هل سمعتي عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ومن يرده ومن يصد عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ترد على أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل أبل الرجل عن إبله قالوا يانبي الله أتعرفنا قال نعم لكم سيما -يعني علامة-ليست لأحدا غيركم تريدون على غر محجلين من آثار الوضوء ولا يصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول ياربي هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك ))رواه مسلم وقد اختلف العلماء أخيه متى يكون الورود على الحوض وأين ؟ فقيل قبل الصراط وقيل أنه يكون بعد الحساب والميزان والصراط أما وصف الحوض فعن عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (( حوضي مسيرة شهر ماءه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه _يعني آنيته_ كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا ))متفق عليه اللهم لا تحرمنا فضلك واجعلنا ممن يرد حوض نبيك ويشربون من يده الطيبة المباركة شربة لا يظمئون بعدها أبدا ثم يبدأ الحساب وتكشف الحقائق وتظهر الفضائح { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } [الزلزلة/4]
تذكري أمة الله أن بين يدي الله موقوفه وسيكلمك الله ليس بينك وبينه ترجمان تنظرين الأيمن منك فلا تنظرين إلا ما قدمت
تنظرين الأيسر منك فلا تنظرين إلا ما قدمت و تنظرين أمامك فلا ترين إلا النار فاتي النار ولو بشق تمره ستقفين وستسألين عن القليل والكثير عن الصغير والكبير ستسألين عن العمر فيما أفنيته وعن الشباب كيف قضيته وعن المال من أين اكتسبته وفيما أنفقته سيكون الحساب عسيرا وشديدا إنه حساب بالذرة { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } [الأنبياء/47] { يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد } [آل عمران/30] إنه يوم { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون } [النساء/107] { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } [الكهف/49] ستسألين أخيه عن صلاتك كيف أديتها وكيف حفظتيها ستسألين عن الصوم والزكاة ستسألين عن كل صغيرة وكبيرةبل سوف تسألين عن كل كلمة قلتها وسمعتيها ستسألين عن كل حقوق وواجبات وأوامر ومنهيات فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ومنهم من يحاسب حساب عسيرا ويدعو ثبورا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه أي ستره فيقول أتعرف ذنب كذا فيقول نعم أي ربي حتى قرره بذنوبه وراء العبد في نفسه وراءة الأمة في نفسها أنها قد هلكت قال الله سترتها عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم فيعطي كتاب حسناته أما الكفار والمنافقون فينادي بهم على روؤس الخلائق { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } [هود/18] أيتها المؤمنة إنها محكمة شعارها لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب قاضيها الملك الديان الذي لايظلم أحدا سيشهد عليك سمعك وبصرك ولسانك قال سبحانه : { ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين } [فصلت]
فالاإله إلا الله كيف يكون الحال إذا شهدت العينان وقالت أنا إلى الحرام نظرت
ولاإله إلا الله إذا شهدت الأذنان وقالت أنا إلى الحرام إستمعت
ولاإله إلا الله إذا شهدت اليدان وقالت أنا للحرام أخذت وبطشت
ولاإله إلا الله إذا شهدت الرجلان وقالت أنا للحرام مشيت
لقد أنذر الله أخيه وحذر فقال { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون } { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون }أيتها المؤمنة تخيلي الموقف وقد تطايرت الصحف والكتب إلى أي الفريقين ستنتمين إلى أصحاب اليمين أم إلى أصحاب الشمال بأي يدا ستأخذين الكتاب بالشمال أم باليمين قال سبحانه : (( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ{19} إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ{20} )) النتيجة ((فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ{21} فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ{22} قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ{23} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ{24})) وفي المقابل (( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ{25} وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ{26})) الأمنية (( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ{27} مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ{28} هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ{29} )) النتيجة ((خُذُوهُ فَغُلُّوهُ{30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ{31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ{32} إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ{33} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ{34} فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ{35} وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ{36} لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ{37})) فإلى أي الفريقين تريدين أن تنضمي إن كنت تريدين الفوز والنجاة إذا لابد من العمل والصدق والإخلاص والصبر والإحتساب وإلى ستقولين
واحسرتي واشقوتي من يوم نشر كتابيه واطول حزني إن اكن اوتيته بشماليه
وإذا سئلت عن الخطأ ماذا يكون جوابيه واحر قلبي أن يكون مع القلوب القاسية
لم ينتهي الموقف ولم تنتهي الشدئد أخيه ستأمرين بعدها أيتها المؤمنة أن تعبري الصراط الذي بعده إنا جنة وإما نار جاء في حديث أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذكر ويضرب جسر جهنم قال صلى الله عليه وسلم (( فأكون أول من أجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم اللهم سلم وبه كلاليب مثل شوك السعدان نيبت له شوك معقوف قال أرأيتم شوك السعدان قالوا بلا يارسول الله فإنه مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلى الله فتخطف الناس باأعمالهم فمنهم الموبق _يعني المهلك_ فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل -يعني المقطع بالكلاليب -)) الحديث فمنهم أخيه يعبره كطرف البصر ومنهم كالبرق ومهم من يعبره كالريح ومنهم من يعبره كاجاويد الخيل والركاب فناجن مسلم وناجن مخدوش ومكردس في نار جهنم ومنهم من يحبو حبوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يسحب سحبا فقولي لي بالله كيف سيكون العبور قيل لأحد الصالحين قد مات ورؤيا في المنام ماذا صنع بك ربك؟ قال وضعت قدما على الصراط والقدم الآخرى في الجنة . كيف ينهي ذلك اليوم وكيف يكون المصير ينقسم الناس أخيه إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير قال سبحانه Sad( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ{71} قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ{72} )) والفريق الثاني ((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ{73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{74}وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{75})) فريق في الجنة وفريق في السعير ينادي أهل الجنة أن خلود بلا موت إن لكم أن تصحو فلا تمرضوا أبدا إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا إن لكم أن تقيموا فلا تضعنوا أبدا ينادي أؤلئك أن خلود بلا موت (( ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ{103} وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ{104} يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105})) فلك الخيار أخيه أن تختاري إلى أي الفريقين تريدين لابد من الإستعداد أخيه قبل أن نصيح بأعلى الصوت رباه أرجعون فلا يستجاب لنا إنها مسؤلية عظيمة مسؤلية اليوم الآخر إستشعار ذلك اليوم وما فيه من الشدئد والأهوال لم يكن من فعله صلى الله عليه وسلم رق الناس في الدنيا بل كان دائما يذكرهم بالله واليوم الآخر ماوعدهم بحطام الدنيا إنما ربطهم بالله وجنته هاهي سمية أم ياسر تعذب وتضطهد فيمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم ويقول(( صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة)) . يدخل على أصحابه فيضحكون فيقول ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا )) .إذا إشتد الحر قال لهم ((إن أشد ما تجدون من حركم من سموم جهنم)). وإذا إشتد البرد قال لهم(( إن أشد ماتجدون من بردكم من زمهرير جهنم)). دائما يربطهم بالله وباليوم الآخر تأتي فاطمة رضي الله عنه تطلب خادما فيقول لها ((ألا أدلك على ماهو خير من خادم فإذا أويتي إلى فراشك فقولي سبحان الله والحمدلله والله أكبر ثلاثا وثلاثين وقولي تمتم المئة الله أكبر فذلكم خير لك من خادم )). إنه البشير النذير والسراج المنير الذي ارسله الله لنا ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد وتعلم هذا الهدى أصحابه من بعده قام عمر ليلة وأفتتح قوله تعالى Sad(عَمَّ يَتَسَاءلُونَ{1} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ{2} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُون)) فما إستطاع أن يتجاوزها حتى بزغ عليه الفجر وهو يبكي ويردد ((عَمَّ يَتَسَاءلُونَ{1} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ{2} )) هاهو الحسن البصري كما يقول عنه أبنه يقول : أمسي ابي صائما حتى حانت ساعة الإفطار فأحضر له الطعام وقيل له الطعام يرحمك الله فسترجع ثم قرأ قوله سبحانه : { إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما } [المزمل/13] فبكي وأبكي وعافت نفسه الطعام حتى أصبح صائما لليوم الثاني لم يذق طعم الطعام والشراب حتى حانت ساعة الإفطار وجئ له بالطعام وقيل له الطعام يرحمك الله فسترجع وبكي و قرأ قوله سبحانه : { إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما } [المزمل/13] فبكي وأبكي حتى وعافت نفسه الطعام حتى أصبح صائما لليوم الثالث على التوالي لم يذق طعم الطعام ولا طعم الشراب حتى حانت ساعة الإفطار ذهب ابنه إلى ثابت البناني ويحيى البكا قال: أدركوا أبي ثلاثة أيام لم يذق طعم الطعام ولا طعم الشراب . إنها مسؤلية الآخرة التى حرمتهم لذة الطعام ولذة الشراب ولذة المنام { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } { وبالأسحار هم يستغفرون } حالهم يتضرعون إلى ربهم { ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما } [الفرقان/65] المسؤلية عظيمة واليوم أشد مما تتصورين فأستعدي أخيه فخذي من دنياك لأخرتك ومن صحتك لسقمك ومن فراغك لشغلك فإنك لا تدرين ماذا يكون إسمك غدا ولاتدرين في أي مكان تنامين فتقي الله أيتها المؤمنة إتقي الله وإستعدي للقاء الله تبارك وتعالى أستغفر الله العظيم و صلى الله علي محمد وصحبه أجمعين ..
mahmoud
mahmoud
Admin

عدد المساهمات : 234
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 38
الموقع : www.mahmoudxxx.yoo7.com

https://mahmoudxxx.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى